النمو في المسيح

فــرصة الــعـمـر

بارتيماوس رجل أعمى ومعنى اسمه ( ابن المحترم أو المعتبر ) لكن للأسف لم يكن أحد يحترمه أو يعتبره .. أجبره فقدان بصره على مهنة رذيلة وهي الشحاذة… لقد ضجر سنين عديدة من التوسل بالذاهب والآتي، وكل الذي ينتظره هو حسنة من إنسان، لقد كان يدرك أن مد اليد للإنسان لا تنفع شيئاً. وكان في قلبه أن يرى يسوع، لكن للأسف فقدان بصره كان يمنعه من رؤية يسوع، ورغم أن بارتيماوس أعمى العينين لكنه مفتوح البصيرة، وإن لم يكن قد رأى أي واحدة من معجزات المسيح، لكنه آمن بان المسيح يشفي ويخلص وهو القادر على كل شيء. 

وفي أحد الأيام عندما كان جالساً على طريق أريحا يستعطي، سمع وقع أقدام موكب كبير، وقد دفعه حب الفضول للسؤال: من المار؟ وكان الجواب يسوع الناصري مجتاز في الطريق. لقد جاءه الرجاء… انتعشت روحه…إذ عرف أن فرصة شفاءه بل فرصة العمر قريبة جداً ولا يريد أن يضيعها. لكن الأمور ليست بهذه البساطة، فهناك إعاقات عديدة وأولها العمى فلا يقدر أن يعرف أين يسوع بين أصوات الجماهير، فبين زحمة الحياة كثيرون لا يرون يسوع، لكن تخطى هذه العقبة بالصراخ وطلب المراحم ( يا يسوع ابن داود ارحمني). لم يصرخ كأنه يضارب الهواء … لكنه كان يدرك أن يسوع يسمعه، وما أروع عبارته التي تنمّ عن إدراك روحي إذ عرف أن يسوع الناصري هو الملك وصاحب العرش الملكي، وكأنه يقول يا يسوع أنا أستغيث بك …استخدم سلطانك أيها الملك وارحمني. 

لكن جاءت إعاقة أخرى، حيث بعض المتقدمين وربما التلاميذ وبخوه وحذروه لكي يسكتوه ولسان حالهم -هذا ليس وقتك أيها المتسول، لكن بارتيماوس عرف أن الرضوخ لهذه المطالب سوف يضيّع منه فرصته الذهبية. فهذه الأصوات ليست من الله، أصوات مفشلة، أصوات لا تريد للمسكين أن يلتقي بيسوع المسيح. وكم مرة نحن أيضا نريد أن نلتقي بيسوع لكن إعاقات متنوعة من العالم الجاهل بالروحيات وفلسفاته الكثيرة وأصوات مفشلة من حولنا كثيرة نسمعها مثل من أنت لكي تطلب؟ هل من المعقول أن يلتفت يسوع لواحد مثلك؟ …وهل هذا وقت مناسب؟ 

إن جميع هذه الأصوات والآراء البشرية تصّب في إطار- اصمت أو أسكت ولا تصرخ ليسوع ولا تطلب منه!! وللأسف الذي يسمع لها فضياع فرصة الخلاص مؤكدة له.‍‍‍!!! لكن لا … لا … لأصوات العالم المفشلة والمثبطة …لا أريد أن أكون شحاذ على قارعة طريق الحياة بل أريد أن أتبارك بغنى المسيح الذي لا يستقصى.. ولنصرخ أكثر مرة بعد الأخرى. يا ابن داود ارحمني … يا ابن داود ارحمني…يا يسوع ارحمني وافتح بصيرتي.

لقد أمر يسوع تلاميذه أن ينادوا على الأعمى * وكم كان مشجعا له الكلمات التي سمعها من التلاميذ قم . ثق . إنه يناديك نعم أيها الأخ ابتهج.. ولا تحزن.. انهض يسوع يناديك.. إنها كلمات لك أيها القارئ تعال إلى يسوع.. إنه يناديك لقد سمعت صوته اليوم فلا تقسي قلبك

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨