النمو في المسيح

كيف يغيرنا الله؟

عندما تنظر إلى المرآة فأنت قد ترى بقعة وسخ كبيرة على وجهك والتي لم تكن تعرف أنها موجودة. لا يمكن للمرآة أن تزيل بقعة الوسخ، ولكن أنت بالتأكيد سعيداً لأنك نظرت إلى تلك المرآة قبل خروجك من البيت. بنفس الطريقة، فأن شريعة الله تكشف نقائصنا وخطايانا ونحن نكون شاكرين لرؤيتهم، لأنه بهذه الطريقة يمكن أن نضعهم أمام الله حتى يستطيع الله أن يتعامل معهم بواسطة نعمته. تقول الآية في غلاطية 24:3، "إذن كانت الشريعة هي مؤدبنا حتى مجيء المسيح. لكي نبرر على أساس الإيمان." عندما نأتي للمسيح فأننا نأتي لمعرفتنا أننا بحاجة لمخلص. الحقيقة هي أننا سوف نحتاج دائماً إلى مخلص لبقية عمرنا. تقول آيات عبرانيين 13:4-16، "ليس هنالك مخلوق واحد محجوب عن نظر الله. بل كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه. هو الذي سنؤدي له حساباً. فما دام لنا رئيس كهنتا العظيم الذي أرتفع مجتازاً السموات. وهو يسوع أبن الله فلنتمسك دائماً بالاعتراف به. ذلك لأن رئيس الكهنة الذي لنا ليس عاجزاً عن تفهم ضعفاتنا. بل إنه قد تعرض للتجارب التي نتعرض نحن لها. إلا إنه بدون خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة. 
لننال الرحمة ونجد نعمة تعيننا عند الحاجة."

قال يسوع هذا المثل: "وضرب ايضاً هذا المثل لأناس يثقون في نفسهِم بنهم ابرار ويحتقرون الآخرِين: صعد إنسانان الى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر جابي ضرائب فوقف الفريسي يصلي في نفسه هكذا: شكرك، يا الله ، لأني لست مثل باقي الناس الطماعين الظالمين الزناة، ولا مثل جابي الضرائب هذا اصوم مرتين في الاسبوع، واقدم عشر كل ما اجنيه ولكن جابي الضرائب، وقف من بعيد وهو لا يجرؤ ان يرفع عينيه نحو السماء، بل قرع صدره قائلاً: ارحمني، يا الله ، انا الخاطيء اقول لكم: ان هذا الإنسان نزل الى بيته مبررا، بعكس الآخرِ. فإن كل من يرفع نفسه يوضع؛ ومن يضع نفسه يرفع. 

عندما نثق بالله وبكلمته، فأنه سيكون متحرراً ليحول قلوبنا وأذهاننا. لكن يجب أن يكون مفهوماً أن هذا التغيير لا يحدث كله مرة واحدة. أنها عملية متواصلة. ألف لويس سبيري شافر كتاباً شاملاً عن النعمة يقول فيه، "الشهادة الشاملة الصادقة لكلمة الله هي أن كل مظهر من مظاهر الخلاص وكل بركة للنعمة الإلهية في الوقت الحالي وفي الأبدية يكون شرطهم الوحيد هو الإيمان فقط." العلاقة مع الله أقوى بكثير من الشريعة. أكثر ما يريده الشيطان هو أن نبقى مرتبطين بالشريعة حسب الناموس حتى نشعر دائماً بالذنب ونشعر بأننا مدانون طوال الوقت. لكن الرب يقول في رومية 1:8 "فالآن إذاً ليس على الذين في المسيح يسوع أية دينونة بعد." عندما نكون تحت النعمة يكون لدينا أكثر من مجرد مصادرنا الخاصة. لدينا روح الله القدوس الذي يمكننا من عمل مشيئته. الحياة الممتلئة بالروح تدرك نعمة الله لحظة بلحظة. 

الحياة الممتلئة بالروح تعرف متى تفشل وتسقط وتضع كل الأمور أمام الله مرة أخرى. لا يحدث النمو إلا عندما نتحمل المسؤولية الشخصية لخطايانا ونطلب من الله أن يغيرنا. مات يسوع على الصليب من أجل خطايانا وسيئاتنا. لقد كنا مذنبين ويسوع دفع ثمن تلك الذنوب. عندما نعترف بخطايانا، فأننا نتعامل مع ما هو خطأ بالطريقة الصحيحة والذي دفع ثمنها مسبقاً يسوع المصلوب على الصليب. مسألة كونك رجل أو امرأة لا يهم، الذي يهم هو أن نكون متواضعين وصادقين فيما يتعلق بخطايانا وأن نقبل نعمته وأن ننمو.

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨