النمو في المسيح

كيف يتكلم الله معنا ؟

"كل كلمة من الله نقية. ترسٌ هو للمحتمين به" 

اندهشت كثيراً من كثرة إرشادات الله لنا فقد تكلم إلينا بواسطة الكتاب المقدس عن: العفة الجنسية وعدم القلق وكيفية التعامل مع الأشخاص الآخرين وكيف نتعامل مع النقود وأسباب الصلاة وأهمية الإيمان وكيف نتحرر من الإدمان والخطية التي تستعبدنا والكثير الكثير من المواضيع الأخرى. أنا ممتنٌ جداً لكل ما أخبرنا به. بالتعلم من حكمة الله وبصيرته، يمكننا أن نعيش متحررين من المشاكل العديدة التي يعاني منها الآخرين لأنهم بكل بساطة لا يعرفون كلمة الله. نتعرف بواسطة الكتاب المقدس على من هو الله وما هي قيمه وكيف نثق به. 

لقد وجدت طريقة رائعة للاستماع لله بواسطة الكتاب المقدس وأريد أن أشارككم بها. أُجهز كتابي المقدس وورقة مُسطرة. أكتب على رأس الصفحة عبارتين أو ثلاث عما يجول في ذهني من أفكار. قد يكون عندي تساؤل عن الله أو حول نظرته لموضوع معين أو سؤال عن الحياة المسيحية. أو أنه يوجد موقف معين مزعج في حياتي وأنا بحاجة ماسة لاستخدام بصيرة الله في التعامل معه. اكتب على الورقة بضعة عبارات أُلخص بها الموقف الحالي وما الذي قادني للتساؤل. بعدها اطلب من الله سؤاله حول الموضوع واكتب هذا السؤال على الورقة أيضاً. قد يكون ما اكتبه كالتالي: "يا إلهي، اشعر وكأنني مرهق من العمل الذي يجب أن أقوم به. يجب أن أعمل هذا وهذا وذاك وأنا لست متأكداً من أنني سأُنجز كل هذا العمل واشعر أيضا بالغضب حيال ذلك. 

قد تقول الرسالة بما أن يسوع دفع ثمن خطاياي مسبقاً وبما أنه لا يُحمّلني عبء ذلك الثمن، فأنا بحاجة لأن أغفر لهذا الشخص كما غفر يسوع لي. قد يريد الله في بعض الأحيان أن تبرز آية معينة حيث يتكلم إليّ بواسطتها. عندما أجد آيات تكون مهمة بشكل خاص، فأني في كثير من الأحيان اكتبها على شكل ما يسمى ''المراجع المرافقة cross-references'' والذي أعنيه بهذا هو أنني سوف أجد آيات أخرى تتحدث عن نفس الفكرة. سوف تجد في كثير من دراسات الكتاب المقدس لائحة بآيات في منتصف أو أخر الصفحة. هذه الآيات هي مثل الهوامش أو المراجع المرتبطة بآيات هذه الصفحة. لذلك عندما أجد آية تثير اهتمامي وتفيدني، فأني أجد الآيات الأخرى المرتبطة بتلك الآية واكتبهم أيضاً. قد امضي من 10 إلى 15 دقيقة وأنا أعمل ذلك، أو إذا سمح لي الوقت فقد امضي ساعة ونصف وأنا أفعل ذلك! 

الآن هذا الجزء مهم. أنا اطلب من الله أن يعلمني واطلب مساعدته لفهم منظوره حول موضوع ما، أني أفعل كل هذا لأنني أريد أن أتبعه. رغم ذلك، وبينما أقوم بهذا العمل، فأنا لست ابحث عن الآيات التي سأجعلها تعمل لصالحي من أجل الله. ليست هذه هي ميزات العمل الذي سوف أفعله وأطبقه من أجل الله. أنا أركز بالغالب على السماح لله أن يتكلم معي عما يريده ولأنجز أي غاية يريدها مني. أنا اطلب منه أن يرسل لي جدول أعماله هو وليس جدول أعمالي. عندما أعرف أنه يريد مني إتباع شيئاً معيناً في كلمته، فاطلب منه حينها أن يعمل في حياتي ويهبني القوة والرغبة لعمل مشيئته. عندما اسمع وصية كهذه، " كونوا ودعاء ومتواضعين واصبروا وتحملوا بعضكم بعض بمحبة،" فأني أفكر قائلاً، "فكرة جيدة يا إلهي. اطلب منك أن تعمل في حياتي لتجعلني أتواضع و أكون وديعاً وصبوراً مع الآخرين. علمني كيف أفعل هذا." 

بكلمات أخرى، أنني استمر بالثقة به والاعتماد عليه والطلب منه أن يعمل في حياتي ما قد كلمني به لتوه. الخلاصة: هذه الطريقة هي الذهاب إلى الله بقلب مفتوح والطلب منه أن يتكلم معك عن موضوع أو سؤال معين. أنت تشارك بأفكارك ومشاعرك الصادقة مع الله. وبعدها تطلب من الله أن يتكلم معك من منظوره. أني اطلب في بعض الأحيان،" ما الذي تريدني أن أعرفه عنك يا إلهي والمرتبط بهذا الموقف؟ كيف تريدني أن أثق بك؟ ما الذي تريد أن تقوله لي؟" وبعدها تعطي الله بعضاً من وقتك بينما أنت تكتب كلمته وتبحث عن رسالته الشاملة لك. اشكره بعدما يعلمك واطلب منه أن يبني ويؤسس ذلك في حياتك. أكثر صدقاً من أي شيء أشعر به أكثر صدقاً من أي شيء أختبره أكثر صدقاً من أي ظرف يمكن أن يواجهني أكثر صدقاً من أي شيء في العالم. لماذا؟ لآن السماء والأرض سوف تزولان، ولكن كلمة الله سوف تبقى. يعني ذلك أنه بغض النظر عما أشعر به أو أختبره، فأنه يمكنني أن اختار الاعتماد على كلمة الله كواقع ثابت غير متغير في حياتي. 


لقد خُلقنا ككائنات عاطفية عندما وقعت تحت إغراء إدانة نفسي على ما شعرت به، فقد أفادني أن أتذكر إن الله قد خلقنا على صورته وجزء من صورته هذه هو إننا كائنات عاطفية. المشاعر ليست خطأ ولا بالسيئة. حتى المسيح كانت لديه مشاعره. أنه لم "يحاول أن لا يشعر." أنه لم يخفي مشاعره؛ بل بالحري عبر عنهم بواسطة علاقته مع ألآب. فقد كان صادقاً وواقعياً وأصيلاً. تخبرنا الأناجيل أنه في الليلة التي سبقت صلبه وفي ضيعة جثسيماني كان "حزيناً ومكتئباً جداً حتى الموت" متى 37:26-38؛ مرقس 33:14؛ لوقا 44:22. عبر يسوع عما شعر به ووثق بالآب في وسط مشاعره. نحن أيضاً نملك الحرية التي لا حدود لها لنكون صريحين مع الرب حيال مشاعرنا، لنقول له بكل صراحة ما هو موقفنا وما الذي يجري في حياتنا. كيف نستجيب؟ يعدنا الكتاب المقدس بأن كل من يحب الله منا بصدق فأن كل شيء يحدث في حياتنا سيكون له تأثير في أن نكون مشابهين صورة المسيح" رومية 28:8-29. 

قد يكون البعض منا صلى صلاة مشابهة لهذه: "أنا أصلي أيها الرب لتجعلني أصبح أكثر شبهاً لك. أصلي أنك تشكلني لأصبح شبه صورة المسيح." في كثير من الأحيان، نحن نريد فعلاً من الله أن يعطينا عقاراً مخدراً حتى نكون غير واعيين بينما هو يجري عملية جراحية لقلوبنا حتى يشكلنا لتصبح خصائصنا مثل خصائص المسيح الكاملة. نحن لا نريد الاستيقاظ حتى تتم عملية التحول! نحن نريد النتيجة ولكن ليس العملية المؤلمة. لكن الله لا يعمل بهذه الطريقة. يهتم الرب بما نمر به، ولكني أعتقد أنه أكثر اهتماماً بكيفية استجابتنا لما نمر به. تلك الاستجابة هي مسألة تعود لإرادتنا. أنه يسمح بحدوث المحن والتجارب والإحباط في حياتنا حتى نحصل على فرصتنا للاستجابة أما بالوثوق بمشاعرنا وتجارب حياتنا أو الوثوق بكلمته. لقد تعلمت التعود على الوثوق بكلمة الله - وأصبحت هذه هي عادتي الآن! 

بإمكاني أنا وأنتم أما أن نعتاد على الاستماع لمشاعرنا وأفكارنا وظروفنا وندعهم يسيطرون علينا، أو نعتاد على الوثوق بكلمة الله بغض النظر عن مشاعرنا وتجارب حياتنا. نحن بحاجة لأن نختار بإرادتنا الحرة أن نؤمن إن كلمته أكثر صدقاً من مشاعرنا. لقد عملت تعهداً لأن أُودع حياتي في كلمة الله وتعامل الله مع تعهدي هذا باحترام. ومع ذلك كانت تمر أوقات كان يمكنني فيها أن أتراجع بكل سهولة عن تعهدي ذاك لأنني لم أستطع أن أصدق أنه يوجد شيئاً أكثر صدقاً ممَّا كنت أمر به- أوقات كانت فيها مشاعري بعيدة 180 درجة في الاتجاه المعاكس لكلمة الله ولكني كنت أكتشف مراراً وتكراراً أن الله كان أميناً لكلمته

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨