النمو في المسيح

طبيعة الإيمان

 دعونا نفترض بأنك أُصبت بمرض فتذهب إلى طبيب لا تعرفه. و يعطيك وصفة طبية لا تستطيع قراءتها فتذهب بها إلى الصيدليّ الذي لم تقابله أبداً من قبل ويعطيك مركب كيميائي لا تستطيع فهمه. تذهب بعدها إلى البيت لأخذ الدواء كما هو مكتوب على العلبة. أنت تثق بكل ذلك بإيمان مخلص. الإيمان أيضاً هو المحور المركزي للحياة المسيحية. تظهر كلمة الإيمان 232 مرة في الكتاب المقدس. 

ما هو الإيمان؟ 

أعتقد أولاً أنه سيكون من المفيد إخباركم ما هو الإيمان. 

الإيمان ليس عاطفة، أعني أن يكون شعورك حسناً تجاه الله. 

الإيمان ليس انتقال مفاجئ كأعمى في الظلام على الرغم من أنه حقيقة. 

الإيمان ليس قوة كونية تستخدمها ببراعة لتحصل على ما تريده من الحياة. مثل القوى في أفلام الخيال العلمي 
لسوء الحظ أن هذه الأفكار عن الإيمان تُعلّم في بعض الكنائس في الوقت الراهن. 

تظهر الأناجيل في العهد الجديد متى ومرقس ولوقا ويوحنا أن التلاميذ كثيراً ما كانوا مشوشين فيما يتعلق بالإيمان. إلا أنهم كانوا حكماء بما فيه الكفاية ليسألوا يسوع عنه. ونرى التلاميذ في إنجيل لوقا الإصحاح 17 يطلبون من يسوع أن يزيد إيمانهم، وهذه كانت هي إجابة يسوع لهم: "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرزي في البحر فتطيعكم" لوقا 6:17. إجابة يسوع كانت مثيرة للاهتمام. لاحظوا أن يسوع لم يقل بعض من الأمور التي أعتدنا على قولها كثيراً في الكنائس. يسوع لم يقل، "انتم بحاجة لأن تحاولوا أكثر" ولم يقل "عليكم أن تؤمنوا فحسب." إجابة يسوع تكشف عن حقيقة مهمة عن طبيعة الإيمان. حبة الخردل هي الحبة الأصغر بين كل الحبوب. أستخدم يسوع تلك الحقيقة لتوضيح أن حجم إيمانك ليس هو المهم. بل بالحري...أن قوة الإيمان موجودة ضمن مصداقية هذا الإيمان وليس مدى الثقة التي تتمتع بها. 

دعوني أوضح لكم ما أعنيه. افترضوا أنني أقف على حافة بحيرة إثناء الأسابيع الأولى الباردة من فصل الشتاء . بدأت البحيرة بالتجمد مكونة طبقة رقيقة من الجليد فوقها. أقوم وأنا ممتلئ بالإيمان والثقة بمحاولة السير على الجليد المكون حديثاً. لسوء الحظ، حتى وأنا كلي ثقة و"ممتلئ بالإيمان" فأن النتيجة ستكون صدمة مبللة وباردة. طالما أن طبقة الجليد رقيقة جداً، فإيماني لا يهم أبداً لأنه ليس للجليد مصداقية. 

تخيلوا معي الآن المنظر بعد عدة أشهر، بعدما أثر الشتاء على المنطقة تأثيراً فعّالاً. أصبح الجليد الآن أكثر سماكة بينما كنت واقفاً على حافة البحيرة. وبسبب تجربتي السابقة، فأنا سأكون حريصاً جداً بينما أفكر بالسير على الجليد. أنا لست واثقاً أن الجليد سيتحمل ثقلي. فعلى الرغم من كل شيء فهو لم يتحمل ثقلي من قبل. على الرغم من خوفي و"إيماني أقل" ممّا كان عليه في السابق، إلا أن الخطوة الصغيرة المترددة التي سأتخذها ستشعر بصلابة الجليد. ما هو الفرق؟ أصبح الآن الهدف أكثر مصداقية.

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨