النمو في المسيح

لـمـاذا لا نسمــع التـحـذيـر

 في يوم  كان رجل يتمشى مستمتعاً بسماع موسيقى صاخبة عبر سماعتي أذن ٫وكان هذا الرجل يتمشى فوق قضبان السكة الحديدية، لكن قطار الشحن كان قادم من خلفه وأطلق صفارته، مرة تلو الأخرى، ولم يسمع الرجل صوت القطار قادم ‍‍... فصدمه القطار فأصيب بجروح بليغة ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة جداً ... ربما نقول عن هذا الرجل هو وحده يتحمل نتيجة تصرفاته الخاطئة ، وربما نشفق عليه ونقول كيف تحولت لحظات الطرب إلى كارثة مفجعة ؟ لكن أيها الأحباء أليس لنا رسالة من الله في هذه الحادثة ؟ 
لقد كان هذا الرجل معطياً ظهره للقطار فلم يشاهده ، وكان قد سد أذنيه بسماعة المسجل فلم يسمع صفارة القطار، وكأنّ الصفارة تقول له ( ابتعد سريعا وإلا تهلك هلاكاً عظيماً ) لكنه للأسف حواسه وأفكاره مُمتلكة بضجيج الموسيقى !!!

أيها القارئ الكريم لو سألتني ما هي رسالة الله لنا ، لقلت للجميع : كما أنذر القطار ذلك الشخص من موت محقق هكذا الخطاة أيضاً يُسمّعهم الله أصوات التحذير ، التي تحذرهم من النهاية المؤلمة في الأبدية المظلمة إن لم يطيعوا صوته !! 

إنّ الكتاب المقدس مليء بالتحذيرات والإنذارات، فهو يحذر المهملين وغير المهتمين بأمر خلاصهم "فكيف ننجو نحن إذا أهملنا مثل هذا الخلاص العظيم ؟" ( رسالة العبرانيين 3:2 ) ، ويحذر من يؤجل خلاصه "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم " ( رسالة العبرانيين15:3 ) ، وينذر من عاقبة الاستمرار في الخطية التي تؤدي إلى قساوة القلب " لا يقسّى أحد منكم بغرور الخطية " ويحذر من موت الإنسان بخطاياه وبذلك ينتظر الدينونة " وضع للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة " ( رسالة العبرانيين 27:9 ) ، فهذه التحذيرات وغيرها من الإنذارات هي كصفارة القطار تحذر وتنبه كل واحد فينا ، لكن لماذا لا يسمع البعض صوت التحذير؟ 
ولماذا لا يهرب الكثيرين لحياتهم من هذه الأخطار ؟؟ بكل بساطة أقول إنّ حياتنا تشبه كثيراً ذلك الشخص الذي كان يتمشى على سكة القطار منعزلاً عن العالم الخارجي، فأذنيه تسمع ما يطربها ولا تسمع ما ينذرها !! . وكثيرة هي الأشياء التي تشبه السماعة وتجعلنا نسمع لأصوات العالم بما فيه من مشغوليات ومغريات ..فنحسب أنّ تنعم يوم بالخطية لذة!! . فنبقى طوال حياتنا نسمع ... ونسمع للعالم أو للشيطان … وتدريجياً تصبح حياتنا في معزل عن سماع كلمة الله ، فينطبق علينا قول الرب يسوع " لهم آذان ولا يسمعون " !! وكم كان الرب يسوع في نهاية تعاليمه يقول للجموع هذه العبارة "من له أذنان للسمع فليسمع" فقد كان يعرف إن الكثيرين سيعطون ظهرهم لكلمته ويصّمون آذانهم وما أخطر ذلك، والكتاب المقدس يوضح إن كل من يسد أذنه عن كلمة الله فهو كالأفعى الصماء !! أي إن حياته في شرٍّ عظيم.علينا إذاً أيها الأحباء أن نرفع كل معطل يعيقنا عن سماع كلمة الله ، وكل واحد عليه أن يكون صريحاً مع نفسه ويقول : هل أنا في خطر ؟ فقطار الأبدية قادم !!! وهل لازلت عائش في الخطية ومستعبد لها؟ أم أنا في أمان ؟ لأني مخلص بالنعمة وتائب عن الخطية . 

صوت النعمة :
الفرصة مفتوحة الآن لكل شخص ميت بالذنوب والخطايا يوبخه الروح القدس على خطاياه ، فقط أفتح قلبك للرب يسوع وادعه ليدخل إلى حياتك ، اسمعه وهو يقول " هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه .. " رؤيا يوحنا 20:3 ، ويقول الرب أيضاً " الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله 
1. حياة أبدية
2. ولا يأتي إلى دينونة
3. بل قد انتقل من الموت ( الروحي ) إلى الحياة إنجيل يوحنا 24:5

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨