علوم وابحاث

فصول سباعية

 ويمكننا أن نتتبع فصولاً سباعية رائعة في الكتاب المقدس؛ أوضحها أيام الخليقة السبعة (تك1،2) التي تحدثنا عن مخطط الله العظيم من جهة معاملاته مع البشـر، وكذلك مواسم الرب وأعياده المقدسة وعددها سبعة (لا23) التي تحدثنا عن تعـاملات الرب مع شعبه الأرضي بل وأيضاً مع الكنيسة في الفترة الحاضرة. وأيضاً أمثال ملكوت السماوات السبعة (مت13) التي تتحدث عن كل فترة غياب المسيح، سواء الفترة الحالية التي فيها تعتبر المسيحية إناء لشهادة الله على الأرض، أو حتى بعد اختطاف الكنيسة في فترة الضيقة العظيمة. وأخيراً الرسائل إلى الكنائس السبع (رؤ2،3) التي تحدثنا عن رحلة الكنيسة الاسمية في كل فترة النعمة الحاضرة، من نزول الروح القدس لتكوين الكنيسة وحتى اختطافها عن قـريب. وإننا نُحيل القارئ العزيز إلى العديد من الكتب القيمة في هذا المجال والمتوفرة في المكتبة العربية. 

ودعنا الآن نركز نظرنا على جانب واحد فقط، من واحد فقط من هذه الفصول الغنيـة، وأعني به جانب رقميات الفصل، أو بالأحرى سباعيات الفصل كما نراه في أولى تلك الفصول، أعني بها تكوين 1 إلى 2: 3 (فصل تجديد الخليقة). يستخدم هذا الفصل 21 حرفاً (أي 3×7) وأما الحرف الذي لم يُستخدم فهو حرف سمَّخ (بتشديد وفتح الميم)، المقابل لحرف السين في اللغة العربية. ومن المثير أن نعرف أن لكل حروف الأبجدية العبرية معنى خاصاً به، وهذا المعنى مأخوذ إما من شكل الحرف أو من الألفاظ التي يعبر بها. وحرف «السمخ» مدلوله مسند. وعدم وجود هذا الحرف في كل أصحاح الخليقة له معنى جميل؛ وهو أن الله في خلقه وإتقانه للعالمين لم يستند علي شيء سوي كلمته. 

ثم إن مجموعة الكلمات التي تسبق اليوم الأول في هذا الفصل وكذلك كلمات كل يوم من الأيام الستة تتكون من سبع كلمات أو سبع فقرات أو مضاعفاتها. وعدد الحروف في كل هذه الحالات مضاعفات الرقم (7) والقيمة العددية لهذه الحروف هي دائماً مضاعفات الرقم (7)!! 

ثم لنتأمل في الكلمات نفسها فنجد أن هناك 7 أيام، وأن كلمة « رأىَ الله » تتكرر 7 مرات وكذلك كلمة « حسن » تتكرر 7 مرات، وأن « المياه » أو « البحر» 14 مره (2×7). وكلمة « الأرض » 21 مره (3×7) و« الله » الذي خلق وأعد هذه كلها مذكور 35 مرة (5×7)!! 

بالإضافة إلي ما تقدم يمكن أيضاً تقسيم هذه الأيام إلى مجموعات ثلاث. فاليوم الأول والثـاني والرابع تبدأ دون غيرها من الأيام الستة بكلمة «ليكن». وفي هذه الأيام الثلاثة بالذات نجد للرقم (5) مكاناً بارزاً. ففي اليوم الأول يُذكَر النور 5 مرات. وفي اليوم الثاني يذكر كل من « الجلد » و « المياه » 5 مرات. وفي اليوم الرابع تذكر « الأنوار » « حوامل النور » 5 مرات … كما نلاحظ أنه في هذه الأيام فقط يرد الفصل بين شيء وآخـر، ويُذكر هذا 5 مرات. وفي كل من هذه الأيام الثلاثة فقط يُذكر أن الله تكلم مرة واحدة فقط. وفيها أيضاً، بخلاف الأيام الثلاثة الأخرى، لا يرد ذكر كائنات حية!! 

أما المجموعة الأخيرة فهو اليوم السابع وحده الذي فيه لم يعمل الله شيئاً، بل « استراح ». و فيه دون غيره لا ترد الإشارة إلى "مساء وصباح يوماً سابعاً". والآن لاحظ أرقام هذه المجموعات الثلاث: 

المجموعة الأولي : 1+2+4 = 7 (1×7) 

المجموعة الثانية : 3+5+6 = 14 (2×7) 

المجموعة الثالثة : 7 (1×7) 

ثم لنتحول إلى الفصل المذكور فيه الوصايا العشر، وهو كما ذكرنا يبدأ بآية تشبه الآية التي يبدأ بها تكوين 1 من جهة التراكيب الرقمية. نجد أولاً أنه كما تكوّن ذلك الفصل من 21 حرفاً (ولم يتضمن مطلقاً حرف السين) هكذا هذا الفصل يتكون من 21 حرفاً دون الإشارة مطلقاً لحرف الطيت المقابل لحرف الطاء العربي. وحرف السين مدلوله - كما ذكرنا - مسند ، فالله لا يحتاج إلى شـئ يستند عليه في خلقِه للعالم، أما حرف الطيت (ط) فمدلوله ثعبان؛ الحية القديمة التي خدعت حواء في الجنة بصدد الوصية الأولى، وكأن الله يحذر بني حواء منها لكيلا تخدعهم الحية مرة أخرى!! ثم إننا في باقي الفصل نجد الآتي: 

7 وصايا تبدأ بكلمة "لا" 

كلمة "يوم" أو "أيام" وردت فيه 7 مرات 

العلاقات العائلية: أب وأم وابن وابنة وامرأة (أي زوجة) 7 مرات 

الأرقام 3،4،6،7،1000 وردت معاً 7 مرات 

أداة الربط "و" في الوصية الثانية 7 مرات 

وصية عدم العمل في اليوم السابع تنبر على 7 أشخاص أو مخلوقات. 

وقبل أن أختـم حديثي أشير إلى أن تاريخ شعب إسرائيل من البداية إلى النهاية مكون من أربعة أقسام، وكل قسم منها هو عبارة عن 490 سنة تماماً، لا أكثر ولا أقل. أي 7 × 7 × 10 . وسوف أشير إلى ذلك في التذييل رقم (1) في نهاية الكتاب. وحقاً من كان بوسعه أن يسيطر على التاريخ بهذا الأسلوب العجيب، سوى من قال عنه المسيح « الأزمنة والأوقات .. جعلها الآب في سلطانه » (أع1: 7). شيفرة الكتاب المقدس The Bible Code 

كان بداية التفكير في مسألة شفرة الكتاب من أكثر من خمسين سنة، عندما ذكر رابي يقيم في براج بتشيكوسلوفاكيا يدعى فايس ماندل، أنك لو كتبت حروف سفر التكوين، ولم تدخِل مسافات بين الحروف ولا بين الكلمات ولا بين الجمل، بل تكتب الحروف إلى جوار بعضها، تماماً كما كانت تُكتَب في المخطوطات القديمة، وتُسقط خمسين حرفاً وتأخذ الحرف 51 ثم تترك 50 حرفاً آخر وتأخذ الحرف الذي يليه، وهكذا دواليك فإنك ستحصل على كلمة "التوراة". ولقد كرر نفس الأمـر في سفر الخروج، فحصل على ذات الكلمة "التوراة"، ثم كرر الأمر في سفر العدد، وفي سفر التثنية فحصل في كل مرة على نفس الكلمة "التوراة"! كان هذا من نحو خمسين سنة، وأما الآن، وبعد اختراع الكومبيوتر فقد حدثت طفرة عجيبة في ذلك المجال. فلقد ظهر في بداية العام الماضى (1997) في أمـريكا كتاب بعنوان The Bible Code، فأحدث صدوره دوياً عالياً في الأوسـاط الدينية، وتحدثت عنه هناك المجلات وأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية. مـؤلف هذا الكتاب "ميخائيل دروسنن" يقول في أول الكتاب أنه سافر إلى تل أبيب في سبتمبر عام 1994 لمهمة محددة؛ أن يحذر رابين رئيس وزراء إسرائيل من خطر اغتياله، بناء على شفرة الكتاب المقدس، حيث أنه في المرة الوحيدة التي فيها يظهر اسم اسحق رابين كاملاً بواسطة الشفرة فإن حادثة إغتياله تتقاطع مع حروف اسمه. ثم لما حدث الاغتيال بعد نحو سنة واحدة من تحذيره هذا، فقد اقتنع المؤلف تماماً أن تلك الشفرة حقيقة مؤكدة. 

كانت بداية قصة دروسنن مع شفرة الكتاب عندما نما إلى علمه، عن طريق أحـد أصدقائه في إسرائيل أن هناك كتاباً ذكر حرب الخليج "عاصفة الصحراء" قبل حدوثها بآلاف السنين، هذا الكتاب هو الكتاب المقدس. ولأنه شخص لا تعنيه كثيراً المسائل الدينية، كما يقول هو في مقدمة الكتاب، فإنه في البداية لم يكن متحمسـاً للموضوع، لكن في منزل أحد علماء الرياضيات في أورشليم، وعلي جهاز الكومبيوتر، أراه ذلك العالم كيف أن هناك شفرة في الكتاب المقدس وهذه الشفرة أخبرت بحرب الخليج، وحددّت يوم 18 يناير عام 1991، وذكرت اسم صدام حسين! 

يستطرد المؤلف قائلاً إنه في البداية كان متشككاً في الأمر، وبدأ يفحصه ليبين زيفه، لكنه بعد فترة من البحث اقتنع بالأمر تماماً. ثم استمر يعمل في هذه الشفرة لمدة خمس سنوات، فكان من ضمن ما اكتشفه حادثة مقتل رابين. لكنه اكتشف أيضاً عجائب لا تُحصى؛ فلقد أشارت الشفرة إلى انتخاب الرئيس الأمريكي كلينتون، وأشارت أيضاً إلى مقتل السادات، ومقتل جون كنيدي، وفضيحة ووترجيت، وعن الحرب العالمية الثانية، وأفران الغاز وهتلر، وقنبلة هيروشيما، كما أشارت إلى وصول الإنسان إلى القمر ومشيه عليه، كما أشارت إلى المفكرين العظام مثل شكسبير وإديسون وبيتهوفن ونيوتن. . . إلخ إلخ. 

ويذكر مؤلف الكتاب الذي يدعم أقواله بالفقرات التوراتية التي تثبت كلامه، أن شفرات الكتاب تختلف تماماً عن كتابات أو نبوات نوستراداموس الفرنسي، والتي يمكن للإنسان أن يفسرها بألف طريقة، إذ أنها تسجل الأحداث بالأسماء والتواريخ بكل دقة!! وبعد أن يسجل مؤلف الكتاب ما أمكنه كشفه في كتابه هذا الذي يتكون من أكثر من 260 صفحة من القطع الكبير، يؤكد أننا لا زلنا في أول الطريق لاكتشاف مثير، لم تتضح كل أبعاده بعد. 

ونحن ليس لنا تعليق على ما تقدم. فالكتاب منشور حديثاً، ولاشك أنه سيخضع للكثير من البحث العملي والنقد. لكننا من جانبنا ننحني باحترام أما كتاب الله، ونسجد بخشوع لإله الكتاب الذي في عظمته الربانية « يحصى عدد الكواكب » (مز147: 4) . وفى اعتنائه الأبوي بنا يحصى شعور رؤوسنا (مت10: 30). والذي أعطانا كلمته العجيبة ، الجديرة منا نحن بأن نحصيها ، ونتلذذ بما فيها (مز119: 13،14).

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨