المسيحية والجنس

عفواً لكني شاب !

سن البلوغ يدفع الفتى أو الفتاة دفعاً إلى عالم الكبار حيث بإمكانه معرفة المحظور ويكون أول ما يفكر فيه هو الجنس ، ذلك العالم المُبْهَم بالنسبة له الذي أقل ما يُقال عنه أنه موضع مَلغُوم لا يجرؤ أن يقترب منه دون أن يوصف ممن حوله بأنه مُنْحَل ، لذلك يكبت تساؤلاته في داخله أو يبحث عن إجابة في هوس محموم من مصادر غير مسئولة وتكون النتيجة استمرار في الضياع والصراع ، ويبدأ بالنظر للجنس الآخر نظرة "جنسية" مجردة ؛ وتهاجمه خواطر وأحلام شهوانية أو ينسج له خياله مواقف ومناظر جنسية مثيرة وليس غريبا أن يقع في العادة السرية ... ويستمر في حالة صراع نفسي وجسدي تدور داخلياً في كيانه الشخصي وتكاد تُفَجِّره دون أن يفصح عما به (أو بها) ... ما الذي يحدث؟ هناك أمر ما يؤرق نفسه داخلياً ... صوت ضميره ... صوت في الداخل يعلن له أن في الأمر خطأ ما ، أن هذا يتعارض مع الفضيلة ... لكن من سيعلم ما بداخله ومن يستطيع أن يناقشه ؟؟ 

وقد يقرأ أو يتذكر جملة تقول: «إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ ... لِيَشْتَهِيَ ... فَقَدْ زَنَى ... فِي قَلْبِهِ »(متى5: 28) ... "زِنْا" !!؟ نعم . إنه زِنْا . ويأتي الرد جاهزاً للدفاع عن نفسه فيقول "لكنها دوافع تثور بداخلي بدون إرادة مني ، ولا أستطيع أن أمنع نفسي ... إنها الغريزة الجنسية" نعم عزيزي أنها الغريزة الجنسية . لكن من قال إن الغريزة الجنسية يجب أن تُترك على هواها؟ 

 لذا وصول الشاب أو الفتاة إلى الاستقرار نفسياً وعاطفياً وجسدياً ليس صعباً إذا وُجِدتْ الرغبة ، لكن الأصعب الاستمرار في الصراع. يحتاج الشاب أو الفتاة أن يكسر الدائرة الداخلية المُغلقة في الصراع ويخرج به إلى يد حانية تساعده في الوصول إلى الاستقرار بأن يوجه قلبه إلى الله مهما كانت الحالة ... 

- الله الذي خلق فينا الغريزة الجنسية بالتأكيد ليس هدفه لنا هذه الصراعات الداخلية المُدمِرة ... وعنده وعود بأن ينقذ كل من يستغيث به: «يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ   مزمور91: 15 

- وفي طريق الله يحتاج الشاب (وكذا الفتاة) إلى شخص من نفس الجنس موثوق به وناضج يساعده في الخروج من هذه الأزمة

- الابتعاد عن كل ما يؤدي لزيادة الصراع . 

- الانشغال بهدف في الحياة يحقق به ذاته للخروج من الفراغ النفسي. 

- ممارسة رياضة مناسبة وعلى الأقل المشي أو تمارين رياضية بسيطة ثبت أنه مفيد جداً لاستقرار الجسد والنفس.

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨