المسيحية والجنس

الذهن النقي

 
الكثير من الشباب والشابات يميلون إلى الدخول إلى عالم آخر جميل رومانسي عن طريق أحلام اليقظة، حتى أن بعضهم قد يصلون إلى النشوة الجنسية بشكل كما لو كان فعلاً حقيقياً ملموساً.. فالشاب قد يتخيل أنه يمارس علاقة مع فتاة أعجبته، كذلك الفتاة أيضاً قد تعتاد على هذه الاحلام حيث أنها من خلالها تفعل ما لا يمكنها فعله في الواقع، والدافع وراء هذه الاحلام يكون بسبب إما الهروب من الواقع كالمشاكل العائلية، أو بسبب المشاهدات المثيرة، وقراءة الكتب الجنسية. وتوجد أيضاً أحلام جنسية أثناء النوم، وهذه الأحلام الجنسية مثلها مثل أحلام اليقظة الجنسية منتشرة وشائعة بين الناس، حتى أن إحدى الإحصائيات أكدت أن 70% من النساء تقريباً و 100% من الرجال يحلمون أحلاماً جنسية. لكن ماذا يثير الخيال كي يتحرك ويخرج من كهفه السحري؟

 من الممكن أن يكون المثير والمحفز كتاباً أو منظراً في فيلم سينمائي أو خبرة مباشرة، ويظل الشخص يرجع إليها المرة تلو المرة بعد أن يكون قد ارتاح إليها كمثير ممتع وفعال. 

ولقد أخضع علماء النفس هذا السلوك غير السوي لفترة طويلة للدراسة والبحث تحت مفهوم "التخيل المنحرف" وقالوا عنه إنه انحراف في الصحة النفسية، وأن التخيلات غير الناضجة تمنع أية استجابات جنسية ناضجة في المستقبل، وقد ذكر بعض علماء النفس نقطة أخطر وهى أن هذه السلوكيات هي مقدمات لانحرافات جنسية في المستقبل، وبذلك لا يقتصر دورها على منع نمو الاستجابة الطبيعية بل أكثر من ذلك تسبب السلوك المنحرف، وبشكل عام إن من يستسلم لهذا الإغراء من الأحلام فإنه يكون كمدمن القمار الذى بدأه بلعبة ثم انتهى به المطاف إلى الإدمان حتى فقد الاستمتاع. لقد أعطى الله للإنسان نعمة الخيال، والشباب في انطلاقاتهم يتمتعون بخيال خصب ولو استفاد الشاب من خياله لحقق الكثير من النجاح ولكن إبليس دائماً يحول الخير إلى شر، من موهبة تمجد الله وتخدم خير الإنسان إلى نقمة تبدد الإنسان وتخدم الشيطان. 

إن الإنسان الناضج هو الذي يستطيع أن يستخدم خياله ويستثمره في الأمور البناءة، وهو الذي يحول أي طاقة لديه للبناء وليس للهدم، للإنجاز وليس للتخريب، ولذلك فمن المفيد أن يتجنب الشباب المثيرات الجنسية وذلك باتباع الآتي: - 

-    الابتعاد عن كل شيء من شأنه أن يفقد الإنسان طهارته الفكرية والعقلية مثل المواقع الإباحية والقنوات الجنسية وغيرها  

      من المثيرات. 

-    رفض كل محاولة للتفكير في كل ما هو مثير جنسياً، وكذلك الابتعاد عن كل خيال يفقد الإنسان طهارته ونقائه. 

-   لابد من شغل أي وقت للفراغ في عمل ما هو نافع ومفيد وبناء مثل القراءة أو الرياضة أو المشي وغيرها من الأنشطة  

    البناء التي ترتقي بالإنسان. 

-    لابد من التيقن بأن الجنس شيء مقدس أوجده الله في الإنسان لاستخدامه بطريقة صحيحة في الوقت المناسب. 

 -  من المهم أن ينظر الرجل للمرأة نظرة تقدير واحترام، فالمرأة كائن عاقل خلقه الله مساوياً للرجل تماماً في القدرات العقلية  

   والذهنية ومن ثم فهي ليست وعاء للجنس كما تصورها وسائل الإعلام أو كما يتصورها البعض. 

 

  - من المهم الاقتداء بشباب عاشوا حياة العفة والطهارة وقاوموا حياة العبث والاستهتار وناضلوا من أجل أهداف سامية وجليلة

    مثل يوسف ودانيال وغيرهما ممن هربوا من الاغراءات الجنسية.

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨