دراسات كتابية

اسماء المسيح - الكرمة الحقيقية

الكرمة هي شجرة العنب، وهي أول شجرة يذكر الكتاب المقدس أن إنساناً قد زرعها (تكوين ٢٠:٩). والكرمة وُجدت لكي تثمر فقط، لأنه لا يؤخذ منها شيء لعمل ما، فلا نستطيع أن نصنع من خشبها أبوابا أو شبابيك (حزقيال ١٥) 

شـُبه بنو إسرائيل في العهد القديم بكرمة (مزمور ٨:٨٠، إشعياء ١:١٥-٧) اعتنى بها الله، وكان منتظراً ثمراً لمجده، لكن للأسف هذه الكرمة صنعت عنباً رديئاً، إذ بدل العدل وجد الظلم و نزع الحق. و هكذا رفض الله تلك الكرمة الأرضية التي لم تعد شاهدة لمجده، و أتى الرب يسوع المسيح على الأرض ليكون هو وحده الكرمة الحقيقية الذي يشهد و يثمر لله، إذ قال في صلاته للآب" أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يوحنا ٤:١٧)

و عندما شبه الرب نفسه بالكرمة، فالأغصان في هذه الكرمة هم المؤمنون و هم جزء منه، و هنا نجد صورة للوحدة الرائعة و الاتصال المستمر بين الرب و المؤمنين، و أيضا وحدة المؤمنين معاً، لأن كل الأغصان تستمد نفس العصارة من الكرمة الواحدة، لذلك يحدث انسجام تام بين المؤمنين إذا كانوا في شركة قوية مع الرب.

و أيضا نجد الامتياز و المسؤولية، فامتياز المؤمنين انهم أغصان في الكرمة أي يشاركون ذات طبيعة و حياة المسيح فيهم، أما المسؤولية فهي الثبات في المسيح للإتيان بالثمر فيقول الرب "الذي يثبت فيّ و أنا فيه هذا يأتي بثمر كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً".

 

ونتيجة لثبات الغصن في الكرمة فإنه يتمتع بدسم وعصارة الكرمة فيظهر الثمر، و هكذا المؤمن يجب أن يثبت في المسيح " اثبتوا فيّ " أي المشغولية به و الوجود في الشركة المستمرة معه، و ذلك بقراءة كلمة الله و الصلاة و الشركة مع المؤمنين و بذلك يمكنه أن يعمل ما يُسر قلب الله. والثمر هو ظهور صفات المسيح فينا.

هل تعلم لماذا أوجدك الله على الأرض؟

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨