" الله محبة " كما يقول الكتاب المقدس، وهو يريد أن يمتد بمحبته لتشمل جميع الناس. فمحبة الله للإنسان محبة متفضلة فالله لا يحتاج للإنسان، لكن الإنسان هو الذي يحتاج إلى الله . إن محبة الله للإنسان من نفس طبيعة الله، فهي محبة إلهية سامية غير محدودة منزهة عن كل غرض. وهي محبة أبدية لا يحدها زمان أو مكان، كما أنها محبة غير مشروطة أنانية، إنها محبة تختلف عن الإعجاب، فالإعجاب له أسباب أما المحبة فلا.
لقد أحب الله الإنسان، وقد أراد الله أن يعرب للإنسان عندما خلقه عن مدى تكريمه له فنفخ فيه من روحه وسخر له كل ثمار الجنة وحيواناتها وأعطاه سلطة عليها. وقد أكرمه أيضاً بأن جعله كائناً مستقلاً بإرادته يستطيع أن يختار ما يريد ويتحمل مسؤولية قراراته. كما أنعم عليه بعقل مفكر ومشاعر حية، أراد الله أن يكون مع الإنسان أو أن يكون الإنسان في علاقة معه يبادله الحب بدون إكراه أو إجبار. لكن الإنسان اختار بملء إرادته أن يخطئ وأن يعصي الله ، فانطفأ فيه ذلك الروح الذي وضعه الله فيه والذي يؤهله للمثول في حضرته . لم تكن خطيئة آدم مجرد تصرف يمكن محو آثاره بتصرف آخر من قبله. لكنها كانت موتاً روحياً فصله عن الله، لقد أحدثت فيه خطيته طبيعة جديدة أثرت على علاقته مع الله والعالم والطبيعة. على الرغم من هذه الفعلة الشنيعة التي قام بها الإنسان، إلا أن الله في محبته ورحمته ونعمته أراد أن يدبر طريقة يعيد فيها لروح الإنسان الحياة حتى يعود الإنسان من جديد قادراً أن يحيا في حضرة الله القدوس. وهذا هو تماماً ما يحدث عندما يؤمن الإنسان بيسوع المسيح ويقبل مغفرة الله لخطاياه
إن العقاب العادل الذي يستحقه الإنسان على خطاياه هو الموت الأبدي – أي الهلاك في جهنم إلى أبد الآبدين مفصولاً عن رحمته، لكن الله المحب الرحيم أرسل السيد المسيح ليكون نائباً أو بديلاً عن الإنسان في أخذ العقاب عنه أي أن الله أوقع على السيد المسيح العقاب أو الجزاء الذي نستحقه نحن. فقد اعتبر الله أن آلام السيد المسيح وموته على الصليب وكل ما تعرض له من تعذيب وإهانات مساوياً للعقاب الذي نستحقه في جهنم. أي أن المسيح مات عنا… مات من أجل خطايانا، فكأن الله سبحانه وتعالى أصدر عفواً عاماً عن الناس من نتيجة خطاياهم، ولكن لا يستفيد من هذا العفو إلا كل من قبله. لقد كان موت المسيح على الصليب تعبيراً قوياً عملياً عن محبة الله للإنسان، فهي إذاً محبة من لا يحتاج نحو من لا يستحق قال السيد المسيح "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). كما تقول كلمة الله: " ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا"(رو 5: 8 )
إن محبة الله تريد أن تكرم الإنسان وترفع من مستواه، فالله يجعل من كل شخص يؤمن بالمسيح ابناً له تقول كلمة الله "وأما كل الذين قبلوه فقد أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 1: 12). فيا له من إكرام! تقول كلمة الله: "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله (1 يوحنا 3: 1) فالله لا ينظر إلينا ولا يريد أن ينظر إلينا كمخلوقات دنيا.
الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨