علينا أن ندرك أن الخطية هي إهانة لمجد الله، فالخطية هي التعدي على مجد الله، فالكتاب يقول الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله ولتوضيح هذه الآية لنفرض أن هناك وادي عميق يفصل بين قمتين لجبال شاهقة، ولو فرضنا أن المسافة 10م وجاء كثيرين ليقفزوا ، فقفز واحد 2 م ، وسقط بلا رجاء ، وجاء الآخر وقفز أفضل لمسافة 5م لكنه هوى أيضاً وذهب بلا رجاء، وآخر الكل جاء من يدعي أنه يستطيع لأنه رياضي فقفز 9,5 م لكنه هوى أيضاً… أخي .. أختي إن هذا التشبيه هو صورة لجميع البشر الذين أرادوا أن يعبروا الهوة التي بينهم وبين الله ، تلك الهوة التي حدثت بسبب الخطية ،كما يقول الكتاب "آثامكم صارت فاصلا بينكم وبين إلهكم" ( إشعياء 2:59) وأيضاً "لا فرق.
إذ الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله" (رومية22:3) كما أن الخطية ليست فقط عمل الأمور السلبية ( الخطايا) بل عدم فعل الأمور الإيجابية هو أيضاً خطية "فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطيّة له"( يعقوب17:4). وعندما لا يكون لدينا إيمان فهذا خطية "وكل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (رومية23:14). كل شخص لم يختبر خلاص الرب يسوع فهو هالك أي هناك فريقين من الناس الهالكين والمخلصين ( 1 كورنثوس 18:1) لكن نحن الآن نركز على الهالكين، هل سيتساوى مصيرهم في جهنم؟؟ طبعا لا ليس معنى ذلك إن جهنم فيها درجات مختلفة من النار، لكن عذاب الضمير الذي سيستيقظ سيكون مختلف من واحد لآخر، هب أن ملحداً اختار لنفسه طريق الهلاك بإلحاده فسوف يندم ، لكن هب أن مسيحياً كان متعود على حياة التدين الخارجي وسمع عدة مرات عن أهمية الإيمان الحقيقي بخلاص المسيح الكامل فوق الصليب لكنه صم إذنيه، فهذا سيكون عذابه أشد إذ سيتذكر كم مرة وصلت إليه نعمة الله ورفضها وكم مرة حاصره الروح القدس وقاومه، وكم مرة أغلق قلبه ضد معاملات الله معه!! آه هؤلاء سينطبق عليهم قول الكتاب هناك يكون البكاء وصرير الأسنان أي الندم الشديد على ضياع الفرص المتكررة ، كما أن أشخاص فعلوا الشر أكثر من غيرهم سيتعذبون أكثر إذ سيستحضر ضميرهم كل خطية فعلوها حتى لو كانوا قد تجاهلوها أثناء حياتهم على الأرض، ستكون كل خطية حاضرة أمام أعينهم كأنها شريط سينمائي يذكرهم بخطاياهم التي أوصلتهم لمكان العذاب.
لكن نعمة الله ترحب بكل خاطئ لحد الآن، وذراعي المسيح تستقبل كل هارب من خطاياه يقبل إلى المسيح المخلص لكي يستره في دمه الكريم "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" ( يوحنا16:3)
الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨