سؤال و جواب

ميلاد الرب يسوع المسيح


الاحتفال بالميلاد 
أخذت الكنيسة تحتفل بميلاد السيد المسيح منذ العام 354 م في الخامس والعشرين من كانون الاول وذلك مرتبط بقصد الكنيسة في إفراغ الأعياد الوثنية من مضمونها الوثني وصرف أنظار المهتدين الجدد عن الأوثان، التي كانوا يعبدونها، إلى المسيح وكذلك تنقية الأعياد والممارسات، التي سبق لهم أن اتبّعوها، مما لا يتفّق والإيمان الجديد. تغيير وجهة هذه الأعياد و تحويلها أكثر واقعية. من ذلك مثلا عيد مولد الشمس التي لا تقهر. هذا كان يحتفل به عند الوثنييّن يوم 25 كانون الأول بالذات. القدّيس كبريانوس القرطاجي( القرن 3م) يذكر ان الاحتفال بميلاد الشمس التي لا تقهر إنما يجد كماله في الاحتفال بميلاد الرب يسوع الذي هو وحده شمس البر التي لا تقهر. 

لاهوت الميلاد 
في الميلاد نحتفل بالتجسّد الإلهي، أن أبن الله الوحيد صار إنسانا. عندما نقول ابن الله الوحيد نقصد من ورد الكلام عنه بشيء من التفصيل في دستور الإيمان حيث جاء: "أؤمن…وبرب واحد يسوع المسيح. ابن الله الوحيد. المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق…" كل ما هو بشري فينا اشترك هو فيه. 
ليست هناك وضعية أو إمكانية بشرية واحدة إلا ولها أصول طبيعية، اشترك الرب يسوع المسيح فيها. شيء واحد لم يشترك الرب يسوع معنا فيه: الخطيئة. ابن الله المتجسّد منزّه عن الخطيئة. 
اتخذ طبيعتنا ولم يعرف خطيئتنا أي لم يختبرها. ليست الخطيئة من طبيعة الإنسان بل من عمل إرادته. الله خلقنا أصحاب إرادة نريد أو لا نريد. نقبل أو نرفض. فكانت لنا من ذلك رفعة عظيمة لأن الله جعلنا نظيره، على صورته كما تقول كتبنا. أعطانا أن نختار بين ان نكون معه وان نكون من دونه. الاختيار هنا مرتبط بالمحبة. لا إكراه في المحبة. فإذا ما أحببناه اتحدنا به، نحن فيه وهو فينا. صرنا مثله. وإذا لم نحببه انقطعنا عنه. هذا الانقطاع عن الله نسميه خطيئة. من التصق بالله لم يعرف خطيئة لذا قيل :" كل من ولد من الله لا يخطئ"(1 يوحنا 5: 18). 

لماذا فعل الله ما فعله؟ لأنه محبة. والمحبة تفترض أن يشترك الحبيب في ما لحبيبه . لهذا اتخذ ابن الله الوحيد جسدنا واشترك في شقائنا وعانى من خطايانا. لهذا لما دخل الرب يسوع مجمع الناصرة، في مستهل بشارته، قرأ من سفر إشعياء النبي هذه الكلمات: " روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحريّة وأكرز بسنة الرب المقبولة"(لوقا 4 :18 -19). والرب يسوع مات لإجل الجميع "كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام" (2 كورنثوس 5 :15).

الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨