أجرة الخطية هي الموت لقد خلق الله الأنسان والأرض بصورة كاملة. ولكن عندما قام آدم وحواء بمعصية وصايا الله، كان على الله أن يعاقبهم. فالقاضي الذي يصفح عن الذين يتعدون القانون هو قاض غير صالح. وبنفس الشكل تغاضي الله عن المعصية فذلك يجعل الله القدوس غير عادل. الموت في الجحيم هو العقاب المستحق كنتيجة للمعصية. "لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 23:6). وحتي الأعمال الجيدة لا يمكن أن تعوض عن معصية الله القدوس.
ومنذ خطيئة آدم، فأن كل شخص، يحمل خطيئة معصية وصايا الله. "اذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 23:3). فالخطيئة ليست فقط الذنوب الكبيرة مثل القتل، ولكنها تتضمن الكذب، والشهوة، والسرقة. وحتي محبة المال أو كراهية الأعداء هي خطايا، ولذا فكلنا مستحق الموت – والأنفصال الأبدي عن الله في الجحيم.
الوعد تطلب موت بريء
فبالرغم من طرد الله لآدم وحواء من الجنة، فأنه لم يتركهم بلا رجاء للرجوع للفردوس. فأنه وعدهم بأرسال ضحية بلا خطيئة لتحمل عنهم العقاب المستحق (تكوين 15:3). وحتي ذلك الوقت، قام الناس بالتضحية بحمل صغير بدلاً عن خطاياهم. ومن خلال هذه الذبيحة، عبر الأنسان أن خطيئته تستحق الموت، والأعتراف بهذه الخطيئة والأيمان بأن الله سيرسل فداء عن خطاياهم ليحمل عنهم العقاب. ولقد أكد الله وعده بأرسال الفادي لكثير من اتقيائه مثل ابراهيم وموسى.
تنبؤ الأنبياء عن موت يسوع
من وقت آدم الي يسوع أرسل الله أنبياء للبشر، لتحذيرهم من العقاب الواجب عن خطاياهم وأخبارهم عن الفادي الآتي. 700 عاماً قبل أن يولد الفادي، تنبأ أشعياء بهذا: "من صدق خبرنا، ولمن استعلنت ذراع الرب؟ نبت قدامه كفرخ وكعرق من أرض يابسة، لا صورة له ولاجمال فننظر اليه، ولا منظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد الي طريقه، والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق الي الذبح و كنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه. من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفي جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء، أنه ضرب من أجل ذنب شعبي. وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته. علي أنه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمه غش. أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن. ان جعل نفسه ذبيحة أثم يري نسلاً تطول أيامه، ومسره الرب بيده تنجح. من تعب نفسه يري ويشبع، وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة، من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة، وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (أشعياء 1:53-12).
وهنا نري أن النبي أشعياء شبه المسيح بالحمل المذبوح من أجل خطايا الآخرين.
لقد ضحي الله بيسوع المسيح من أجل الخطايا
بأرسال يسوع المسيح للأرض، أتم الله وعده بأرسال مخلص للعالم. وعلي عكسنا، كان يسوع بلا خطيئة. ولذا ضحي الله بيسوع من أجلنا. ولقد أخذ عقابنا المستحق عن الخطيئة: الا وهو الموت. "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه" (كورنثوس الثانية 21:5). لذا فالمسيح كان أكثر من مجرد نبي. فالله جعله مخلصاً ورباً
في أثناء حياته، تبعه جموع كثير للتعلم والشفاء، ولكن رجال الدين احتقروه. وفي الوقت الذي عينه الله، أسلم الله المسيح فداء عن خطايانا. جماعة كثيرة من الناس صرخت "أصلبه". والجنود ضربوه، تهكموا عليه، وصلبوه. وكما تنبأ أشعياء، صلب يسوع بين لصين، ودفن في مقابر يملكها رجل غني. ولكنه لم يبقي في القبر. لأن الله قبل تضحيته،
لماذا كان يجب على يسوع أن يموت؟
كان يجب للمسيح أن يموت لأنه لا يمكن لنا أن نصل للجنة بمجرد أعمالنا. تذكر، أن الله القدوس لن يسمح بالتغاضي عن الخطيئة. وان تحملنا خطيئتنا، فأننا لابد وان نتحمل العقاب المستحق في لهيب الجحيم. ولكن الحمد لله، لأنه حفظ وعده للبشر بأن يرسل مخلص بديل ليحمل خطايا الذين يؤمنون به.
الحقوق محفوظة لموقع مسيحيات - ٢٠١٨